حوارات

المدرب محمد الكوكي:أربعة تغييرات تفرض نفسها ضد `الديكة` والتمسك بالحلم ضروري.

مرّ المنتخب الوطني بجانب الحدث في لقائه الثاني ضد نظيره الأسترالي حيث انقاد إلى خسارة قاسية أعادته إلى المربع الأول بعد أن ارتفع سقف الطموحات وبات حلم بلوغ الدور الثاني من "المونديال" أقرب من أي وقت مضى حيث تعقدت وضعية نسور قرطاج في المجموعة الرابعة وأصبح التأهل ضربا من ضروب الخيال، واعتبر المدرب محمد الكوكي الهزيمة ضد "الكنغر" الأسترالي خيبة كبيرة بقوله:"بعد التعادل الثمين الذي تزامن مع أداء باهر ضد المنتخب الدنماركي، تضاعفت الآمال ببلوغ الدور الثاني من كأس العالم لأول مرة في تاريخ تونس غير أن المنتخب الوطني لم يتعامل بشكل جيد مع معطيات اللقاء الثاني والذي كان في المتناول حيث احترم المنتخب الأسترالي أكثر من اللزوم ورغم ذلك فإن النسور اقتربت من التعديل في مناسبتين خلال الشوط الأول قبل أن تفرض سيطرة كلية على مجريات الشوط الثاني دون أن تحضر النجاعة، كان من الأجدى اقحام علي معلول ومحمد علي بن رمضان لاضفاء الحيوية المطلوبة من الجهة اليسرى ووسط الميدان فضلا عن توفير التفوق العددي في منطقة المنافس لكن قدّر الله ما شاء فعل وخرجنا بخيبة أمل كبيرة ولن تنسى بحكم أن تونس كانت على أعتاب انجاز تاريخي انتظرته أجيال عديدة".

وحمّل مدرب العربي السعودي جميع الأطراف مسؤولية الخيبة الكبيرة ضد أستراليا والتي أسقطت جميع مكاسب لقاء الدنمارك في الماء مضيفا أن الأمل كان كبيرا في تأكيد النجاح الباهر ضد" الفايكينغ" لكن مشاكل"العادة" على مستوى الجاهزية الذهنية وكذلك الفاعلية الهجومية حالت دون تحقيق المنشود رغم أن المنافس لم يكن خصما عتيدا بل أن مستواه لم يرتق الى الدرجة المأمولة في الشوط الثاني لكن "نسور قرطاج" لم تستغل الموقف وكان أداؤها مخيّبا.

حظوظ ضئيلة

كان الفوز على أستراليا سيجعل التعامل مع مقابلة فرنسا مغايرا تماما بحكم أن التعادل كفيل بتحقيق الحلم الكبير غير أن الفشل الرهيب الذي رافق زملاء يوسف المساكني جعل المهمة صعبة للغاية ضد بطل العالم الذي ضرب بقوة في لقاءيه الفارطين مظهرا قوة هجومية بتسجيله ستة أهداف مقابل اهتزاز شباكه في مناسبتين، وأبرز المدرب محمد الكوكي أن الهزيمة الفارطة بخّرت آمال الترشح لتصبح المهمة شبه مستحيلة لكنه طالب بالدفاع عن سمعة كرة القدم التونسية وعدم رمي المنديل بالقول:"المنتخب الوطني قام بالصعب ضد الدنمارك وفشل في الأسهل أمام أستراليا  لتتلاشى حظوظ العبور الذي كان على مرمى حجر رغم أن التألق في مقابلة فرنسا كان مفروضا في جميع الحالات، عناصرنا الوطنية لم يعد أمامها ما تخسره وهي مطالبة باللعب الند للند ودون مركبات على أمل إعادة سيناريو مقابلة الدنمارك وصنع ملحمة تاريخية رغم ادراك الجميع لصعوبة المهمة لكن لا مستحيل في كرة القدم والميدان سيكون الفيصل".

التعديل في الخطوط الثلاثة

واختلفت القراءات في أعقاب اللقاء الأخير حول جدوى الإبقاء على الرسم التكتيكي القائم على الاعتماد على ثلاثي في المحور وتثبيت بعض العناصر التي فشلت في إعطاء المنتخب الوطني البعد المطلوب، وأكد المدرب محمد الكوكي أن الوضعية الحالية تقتضي فرض الاستقرار على المستوى التكتيكي مع حتمية التغيير في عديد المراكز من أجل إيجاد الحلول المفقودة ومباغتة المنتخب الفرنسي قائلا في هذا الخصوص:"أعتقد أن التغييرات باتت ضرورية من أجل تحسين الأداء الجماعي وخلق حيوية أكبر على المستوى الهجومي رغم أنني لا أعتبر أن هنالك داع لتغيير الرسم التكتيكي الذي أعطى أكله ضد المنتخب الدنماركي لكون الإشكال متأت من الخيارات البشرية بالأساس، ومن هذا المنطلق سيعطي اقحام علي معلول ومحمد علي بن رمضان ووهبي الخزري وسيف الدين الجزيري مفعوله على المستوى الهجومي ذلك أن الإضافة من الرواقين كانت مفقودة كما أن المنتخب الوطني لم يلعب في عمق المنافس رغم مجهودات عصام الجبالي".

خوض مباراة "العمر"

أشاد المدرب محمد الكوكي بالمنتخب الفرنسي الذي اعتبره من المرشحين الكبار للتتويج باللقب خصوصا وأن قدّم عروضا قوية في أول مباراتين، وأبرز مدرب العربي السعودي أن المنتخب الوطني مطالب بخوض مباراة دون أخطاء مع اظهار روح قتالية عالية واندفاع بدني كبير لتقليص الفوارق مع "الديكة" الفرنسية التي قد تعمل على تقسيط مجهوداتها بعد الاطمئنان على مصير الترشح قائلا في هذا الخصوص:"بعد تأكده من التأهل الى الدور الثاني في الريادة قبل جولة من نهاية منافسات الدور الأول، قد يعمد المنتخب الفرنسي الى اراحة عديد الركائز رغم أن رصيده البشري متكامل والعناصر الاحتياطية تضاهي في قدراتها الأسماء الأساسية، ويبدو المنتخب الوطني مطالبا في المقام الأول بإعادة سيناريو مقابلة الدنمارك التي أظهر خلالها بسالة كبيرة وروحا عالية كادت تهديانه نقاط الفوز لولا غياب التركيز عند انهاء الهجمة، ولا شكّ أن الجاهزية الذهنية ستلعب دورا كبيرا في مقابلة اليوم وخاصة في بدايتها".